الأربعاء، 27 مارس 2013

سلة المؤآمرة




من يعتقد أن الحياة بكل تفاصيلها خاليه من المؤآمره فهو واهم كبير ..
اليست الحروب البارده تنام وتصحو معنا وراء كواليس الحياة العامه والخاصة ؟
ألا تتآمر الزوجه على زوجها حين تنجب الكثير من الاطفال لتربطه وتسجنه بقفصها الذهبي ؟ في مؤآمرة نسائية بامتياز..
الا يمطر الحبيب حبيبته أو الزوج خطيبته قبل الزواج بمعسول الكلام والوعود التي لا تتحقق لاحقا في مؤآمرة عاطفيه بامتياز !
ألم تتآمر شهرزاد على شهريار بقصص ألف ليله وليله لتروي الحكاية تلو الأخرى فيما يسمى (بذكاء شهرزاد) في التعامل مع عقدة شهريار وجنونه ؟
الم يسبقها هو ايضا للتآمر بنية قتلها واعدامها حقدا على كل أنثى ؟
اليست هذه القصة من صلب تراثنا ؟ تعلمنا أن في بعض المؤآمرة حكمة ؟
في الواقع ليست المؤآمرة سوى تنافس وتناحر وتسابق يبدو منطقيا وقابلا للتصديق على خشبة مسرح الحياة وفنونها، وليست المعضله في أننا نحيا على قليل او كثير من مؤآمرات فالمؤآمرة كالكذب موجود بسواده وبياضه !
اذن أين هي الشعرة التي تفصل ما بين بياض المؤآمرة وسوادها ؟
وأين هي المأساة ؟
المأساة بكل سوادها الكالح تظهر في التمادي والتماهي في تجسيد نظرية المؤآمرة في كل حدث ومصيبه !
فالتطرف الديني موجود في كل مجتمعات العالم لكنه في عالمنا العربي فقط أصبح دمويا دونما رادع طالما هي مؤآمره خارجيه ! وعلينا فقد ان نعي انها مؤآمرة ليس الا!
نظرية المؤآمرة شماعتنا وهي الحل الأسهل لمشاكلنا والتحليل الأسلم لمصائبنا الثقافيه والاجتماعيه ..
أصبحت سلبياتنا تلقى دون علاج أو غربلة في سلة المؤآمرة ! سريعا جدا دون بحث أو تحقيق.
ربما من البديهي جدا أن يتآمر العدو علينا لكن من السذاجة الا نميز المؤآمرة الخارجيه من المؤآمرة على الذات !
تمادينا فأصبحنا نسمي كل شىء في هذه الدنيا مؤآمرة! وحين نفعل فإنا نقر دون أن ندري بالعجز والفشل وقلة الحيلة بل والهروب بدفن الرأس في رمال المؤآمرة .
لماذا نفعل؟
لماذا نلغي مصطلحات التطرف والتخلف و الحروب والمصالح والعداء بين الشعوب والطوائف وببساطه شديده نلغي فرضية التناحر والمناوره ونطلق عليها جميعها (مؤآمرة)؟
لماذا لا نسمي الاشياء بإسمها ؟لماذا نتآمر على أنفسنا بخداعها ؟
هل لأن كلمة المؤآمرة تسقط المسئولية عن كاهلنا وتلقيها على أكتاف الآخرين ؟
ألا نفعل نحن أيضا كأفراد وشعوب ونمارس حقنا في التآمر ؟
أين هي المأساة ؟
المأساة في أن تصبح الجريمة في المجتمع حدثا مألوفا بل وطريقة حياة لا داعي لقطع أصابعها الداخليه طالما هي تتحرك بمؤآمرة خارجيه !!
المتطرف مجرم لكننا نتقاعس عن علاج أسباب جرمه فقد يكون المتآمرون هم من يدفعنا لذلك !
ما رأي أصحاب نظرية المؤآمرة ؟
هل تكون هي ايضا مؤآمرة قلم ليس الا ..

0 Comments: