الأربعاء، 27 مارس 2013

مواصفات الشريك




نحب آبائنا وإخواننا وربما أيضا أقاربنا جميعا دون أن نختارهم لكن الأمر الغريب أننا نعجز عن أن نحب شريك حياتنا إذا لم نختاره وشعرنا بأنه فرض علينا أو فرضته الظروف والأقدار على حياتنا ! ترى لماذا ؟
لماذا يصر معظمنا على تحديد مواصفات معينه رغم أن العلاقات الانسانيه يصعب وضعها في إطار كما المشاعر يستحيل حشرها في شروط ومواصفات، رغم أن النصيحة تقول ألا تطلب المستحيل حتى لا تفقد الممكن ذلك أن الشريك المثالي غير موجود والأوصاف بنقصها وكمالها هي نسبية للغايه ..
لأجل نسبيتها هذه ، بحثت من باب الفضول عن صفات أو صورة الرجل الذي تحلم به الفتيات ثم لغرابة الأمر وجدت إحداهن وقد كتبت بأنها تعترف باختلافها لأنها تفضل الرجل الأصلع والذي يملك صفة عملاق وألا يقود سيارته بسرعة تتجاوز (60) لأنها تخشى السرعة كما تقول لكنها تزيد الشعر بيتا و تضيف الصفة الأخيره بأن يعجز هذا الفارس صاحب المواصفات الصعبة عن نطق حرف (الراء) بل ينطقها (غين) والسؤآل الذي يطرح نفسه..أيهما أصعب كمواصفات تتوفر في شركائنا المحتملين الشكلية أو تلك التي تتعلق بشخصية وعقل الانسان؟
بعيدا عن الموصغات الشاذة أو الغريبه كحرف الراء المفقود هذا الذي جعلني أكتشف أنني بسيطه وطبيعية بالمقارنه مع سواي فإن للمواصفات الايجابيه حظا وافرا في اجتذاب الشريك المفترض لكنها حتما ليست السبب الحقيقي كما نظن إذ هناك صورة مبهمة لا نستطيع في معظم الأحيان تحديد ماهيتها وإلا ما الذي يفسر إختيارنا لأحدهم وهو الأقل حظا في المواصفات شكلية كانت أم جوهرية.
يبدو أن فكرة تحديد مواصفات معينة لشريك الحياة فكرة زئبقية وسخيفة بالمقارنة مع تجارب الآخرين على أرض الواقع إذا ما حدث ووقعوا أسيرين (الكيمياء) أو الجاذبيه التي تختلف قوانينها بين البشر عن الجاذبية الأرضية حيث لا أرقام ولا حسابات ولا أحد يدرك حرفيا معنى هذه الكلمة ! التي هي في الغالب ليست سوى التطابق بين الصورة الذهنية والشخص الآخر وهذه إن كانت مقدمة منطقية لكنها حتما تساهم في تضليل الانسان ليس إلا .
لكن العلماء ساهموا أيضا في تضليلنا جميعا فمنهم من أرجع هذا التجاذب الى جين معين يطلق الإشارات الكيميائية القوية التي تدعى (الفيرمونات) ، ومنهم من أرجعها الى الطاقة التي يملكها الانسان ما بين إيجابية وسلبية، فإذا كانت هذه الكيمياء هي قوانين اللاقوانين أي تفاعلات كيميائية بين عناصر مختلفة (مجهولة) فإنها كفيلة بأن تذهب بكل مواصفاتنا المطلوبة أدراج الرياح ..
ترى هل كان الفنان عبد المجيد عبد الله على حق حين ألمح لهذا التفسير وهو يغني (أحبك ليه أنا ما أدري .. ليه أهواك أنا ما أدري !) ؟
يعني بلا مواصفات بلا خرابيط .

0 Comments: