الأربعاء، 27 مارس 2013

أهرب ولا تعتذر





يبدع الرجل الشرقي عادة في استخدام واستعراض جنونه وفنونه وبذخه في الغزل والمجامله والاطراء والمديح الأمر الذي يوحي للمرأة بقوة شخصيته ويبهرها ذكاءه الاجتماعي لكنه للغرابة يقف عاجزا ويفقد كل مهاراته البهلوانيه أمام كلمة (آسف) !
فللرجال عادة تكته ذكوريه لا تخفى على النساء في اتخاذ الهروب والانسحاب أو التجاهل أو الاعتماد على عامل الزمن لحل المواقف الصعبه ومداواة الجروح بل والرهان على نعمة النسيان ليصبح سيد الموقف ...
لكننا ننسى أننا عادة ما نلجأ للنسيان في حالات الموت واليأس فقط لا في علاقات انسانيه ما زالت على قيد الحياة ..
الاسلوب الغير مباشر في الاعتذار اسلوب مكشوب وصبياني يضاعف المشاعر السلبيه ويراكم الجروح لتصبح قروحا لا تندمل .. ذلك أن بعض الخطايا تحتاج الى شجاعة على قدر حجمها والاهم من الدعوة الى ثقافة الاعتذار المفقودة في مجتمعاتنا هو التعرف الى أصوله ..
كما أن الاعتراف الزائف لا يفقد معناه فقط بل يفقد صاحبه أيضا مصداقيته وهي السلاح الأهم في معركة الحب والعلاقات الانسانيه ..
هذه الثقافة هي احد تشوهاتنا الاخلاقية الناجمة عن نظرة الرجل الدونيه لمكانة المرأة قابعة في مكان ما في عقله الباطن تجعل من كلمة (أعتذر) شيئا صعبا للغاية كمن يقاوم عقد دفينه لا تجعل الاعتذار فقط صعبا بل والبكاء وذرف الدموع عيبا يترفع به الرجل عن مشاعره الانسانيه!
ربما لهذا بتنا نثمن الاعتذار ونشيد بشاعة صاحبه اذا ما كان رجلا وكأنه مارس بطولة نادره بل ونضعه ايضا في خانة العجائب اذا ما تفنن في اعتذاره وهو ما حدث في مصر عندما اعتذر شاب مصري لزوجتة بتعليق لافتة بطول 12 مترا وكذلك في ماليزيا حيث كان الزوج أكثر شجاعة وبطولة بل وتفوق على نظيره المصري عندما حاول انقاذ زواجه بعد اكتشاف أمر خيانته فقام بوضع لافته كبيرة يعتفر فيها بخطيئته علنا وكانت فلسفته في غاية البساطة والبلاغه حين أضاف : بأنه يريد أن ترى جميع النساء اللافته التي كتبها حتى لا يقمن بإغراهء وإغوائه مستقبلا !!
يبقى الاعتذار السري والعلني من نوادر الرجال على عكس العناد والكبرياء الذي يزيد الأمر سؤا والاساليب الملتوية التي باتت تفقد مفعولها السحري مع المرأة عندما تتكرر الأخطاء القاتله .
لكن اذا ما تجاوز الخطأ مرحلة الاعتذار فإن للشعراء موهبة فذة في تحويل الاعتذار الى إبداع خالد عندما يكون ندمهم نابعا من القلب وهذا ما حدث كما اتصور مع الشاعر بدر بن عبد المحسن في قصيدته التي انشدها الفنان محمد عبده (أبعتذر) ..
تسألونني أين النصحية ؟
فالأخبركم سرا عن النساء .. تستطيع أيها الرجل أن تعتذر أو لا تعتذر ، فللمرأة قدرة مذهلة على الغفران عندما تغضب جدا وهي محبه لكن ليس عندما تستاء قليلا وهي كارهه.
في هذه الحاله ضع كل مهاراتك جانبا ، أهرب ، ولا تعتذر .

0 Comments: