الثلاثاء، 19 مارس 2013

كلنا مجرمون



من أكثر المواد إثارة في علم الاجتماع علم الانثربولوجيا وعلم الإجرام، الأول خرجت منه بنتيجة مفادها أن لا ثوابت في عادات الإنسان وتقاليده بل وأدواره الاجتماعيه فالأدوار تنقلب بقدرة قادر ليلعب الرجل دور المرأة والمرأة دور الرجل بل وتتغلب التقاليد القاسية على الغرائز الأساسية كغريزة الأمومة والأبوة كما في بعض القبائل التي لا تزال تأد الأطفال بلا تردد أو معاناة.


أما علم الإجرام الذي يدرس طبائع المجرمين وصفاتهم فإن معظم النظريات ونتائجها لا يمكن التسليم بها ولا تصدق على كل المجرمين كما غير صحيح أيضا أن ضعف الضمير أو الأنا العليا تؤدي حتما الى الجريمة فهناك من يضعف ضميرهم لكنهم لا يرتكبون الجريمة، فهل يكون كل إنسان على هذه الأرض هو مشروع مجرم، وهل من فرق بين الانسان البدائي وإنسان الحضارة في ميوله الإجرامية وإن اختلفت الظروف والدوافع؟


بمعنى آخر: هل ترفع إنسان العصر الحاضر صاحب براءة اختراع حقوق الانسان عن توحشه ونزعته الاجرامية ؟
في الأفلام التاريخية نشاهد حروبا ضروصا باستخدام السيوف ويبدو قطع الروؤس مشهدا معبرا بدافع المنافسة والسيطرة والاستيلاء على الغنائم لا أكثر ومن الحجر أو العصاة والسكين ادوات الانسان البدائي الى ادوات اليوم فأبدلنا السيف بالبندقيات والرصاص ثم بالطائرات والقنابل.


إنسان اليوم الذي لا يحارب أو يتخذ قرار الحرب هو على اقل تقدير من غالبية تمارس حربا اجتماعية باردة فتحقد وتحسد وتكذب وتدعي وتقيم الموائد المتخمة بكل أصناف الطعام لا يؤثر في شهيتنا مشهد جوع أوموت، بل ونسبح في بحر من الكماليات التي تأكل أموالنا في حين يولد اطفالا ويدفنون في بقاع أخرى من الارض بلا شهادة ميلاد أووفاة حيث توثيق حضورهم الى الحياة هو أيضا ترف لا نصيب لهم فيه.


ترى هل يكون كل شاهد على هذا العصر مجرم بالفطرة، وكل من يعتقد أن أقصى ما يمكنه فعله هو التصدق بما فاض عليه هو مشروع مجرم ايضا ؟ لماذا لا نكون كلنا مجرمون أليس للإجرام أيضا درجاته كما للجنة درجاتها ؟
اعتبروها لحظة انفعال إنسانيه وإذا شئتم تجاهلوا الاتهام.

0 Comments: