الأربعاء، 27 مارس 2013

فلسفة الحرية وتبعاتها ..





أؤمن بأن الحرية كما الأخلاق لا تتجزأ ..ولها كما للأخلاق ثمن ليس بالهين ..
وإذا كانت ثوراتنا العربيه خير دليل على ذلك فإن الأمر ينطبق حتما على ثوراتنا الاجتماعيه أيضا بلا جدال ..
وسواء كانت نظرة مجتمعاتنا العربيه منغلقه أو متزمته أو ازدواجيه فإنها بكل الاحوال لن تكون أكثر تسامحا من أكثر المجتمعات الغربيه انفتاحا وتنوعا مع ما فعلته صاحبة مدونة (مذكرات ثائرة) علياء المهدي حين حرصت عن سبق إصرار على أن تكون صورتها التي نشرتها عارية بمثابة قنبلة صادمة لم تراعي فيها أدني قواعد الحس الفني كما تراعيه أخريات من نجمات هوليود بتجنبهن الابتذال في مجتمعاتهن التي تبدو فيها الحرية مطلقة.
في نظري هي قنبلة انتحاريه ستمزق صاحبتها الى شظايا أنثى متمرده في أرض التابو الاجتماعي ، وفي كل الأحوال ليست دوافعها وأسبابها للارتماء في احضان الفضيحة بإرادتها ما يهم ، سواء كانت اجتماعية أو نفسية أو فكرية إذ علينا أن نتوقع في عصر الثورة ثورات من كل نوع وصنف ..
ما يهم ويفضح ويحزن ويعرينا معها هو توجه الملايين من شباب ثوراتنا العربيه التي تنادي بالحرية وتدفع ثمنها الغالي الى لعن ثورتها النسائية مع كيل يفيض بكل أنواع السب والشتائم من الرجال وفي أحسن الأحوال النصيحة والاستهزاء والشفقة من النساء .عقليتنا ببساطة لم تحتمل فلسفة الحرية وتبعاتها ..
نجزء الحرية ، فنثور لأجلها وننتفض أيضا بسببها !
نجزء الأخلاق ، فننادي بها ولا نحرك ساكنا أمام مشاهد انعدامها من فقر وجوع وفساد وعنصرية وانحلال أخلاقي كما نفعل أمام صورة فتاة (عربية) عارية ! وفي عالم الفضائيات المفتوح !!
صورة لم تدرك صاحبتها ربما لصغر سنها أن كل خطاياها مغفورة أمام هذه الخطيئة ذلك أن ديكتاتورية نظامنا الاجتماعي والأخلاقي لن تتهاون بحق من يجاهر بالمطالبه بإسقاط نظامه الذكوري علنا وهو على استعداد للقتال حتى آخر لحظة وآخر رمق وآخر ورقة توت حتى لو اضطر للقتل وهو ما حدث حين تلقت علياء تهديدات بقتلها إذا لم تعتذر !
لست معجبة بالاسلوب الذي اختارته لكني معجبه بشجاعتها امام الثمن الذي ستدفعه ..
الثمن ذاته الذي دفعته سالي زهران شهيدة الثورة المصرية حين قدمت حياتها لمجتمع لم يتردد في المطالبه بازالة صورتها من بين شهداء مصر لكونها فقط سافره (بلا غطاء للرأس ) !!
ليتها تعود لنخبرها أن الحرية والأخلاق في بلادنا تتجزأ .. حسب الجنس لربما كانت تركت الثورة لرجالها دون النساء.

0 Comments: